Ashaar (2)

Homepage Photo ِAshaar (1) Ashaar (2) ُQesas kasera Contact

أشعـــــــــــــــ(2)ــــــــــــــــار

عائد إلى الشطحات

لم يشتك يومًا..

ولم تكن به أية علات ..

كان صديقًا وصدوقاً ..

ومفعمًا بالخيرات

كان يتلو القرآن

ويشدو بأحلى النغمات

ويغيثك دومًا فى الملمات

اليوم

وبعد سبع سنوات

كف عن الكلمات

وبدا مقطع الأوصال

وبات فى سبات

لم أشعر إلا بالزفرات

وتلاها صوتى بالآهات

جئت له بطبيب

فقال إن صديقك مات

فذرفت عليه العبرات

فعلى مثله تبكى المبكيات

وكنت مع موته فى عداد الأموات

وأحسست بعدها بالشتات

وتذكرت ما كان لى من شطحات

واستنبطت منها العظات

قبل الفوات

فتضرعت إلى رب السماوات وسألته الحاجات

وأخبرت بها كل الجهات

من يدلنى على دورات

ويعطينى حاسب آلى

له أفضل السمات بلا زلات

وأشمل الصفات

بدلا من صديقى الذى مات

شيعت جثمانه إلى مثواه الأخير

حتى يوارى الكرتونات

فجأة ..

استيقظ صديقى

ولم يكن قد مات ..

وعدت إلى سابق عهدى ..

إلى الشطحات ..

 

كيف أهان؟

فى بيتنا بغبغان

يتلوى مثل الثعبان

له قدم واحدة

أشبه بالميزان

وتراه قليل الألوان

لون أو لونان

قد فقد الجناحان

ذيله أسود وطويل

وقوامه كغصن البان

يتلقى منك الكلمات

وينقلها بكل أمان

يسعى لكى تقبله

وإذا أظلم المكان

يكون جبان

ويبدو كأخرس شيطان

علا صوته يومًا

عنفته

فامتنع عن البيان

ولسان حاله يقول

مالك يا إنسان

أنا صوتك المبحوح

حين تريد الإعلان

إنك إن فعلت

كنت أنت المهان

أنا لك بوق

كيف تدعونى بغبغان

أنا المايك

وكيف أنى أهان؟

 

صديقى

صديقى كغصن البان

بذراع واحدة

ومبتور الساقان

صديقى ليس له عينان

ولا أذنان

فمه صغير مثل الديدان

لديه لسان

لا يُسمع له صوت

وإذا أطلق له العنان

يقول الحق

وهو منكس الجثمان

ولا يكف عن الدوران

وأحيانًا مع غيرى

يكون جبان

أقبله وتعانقه اليدان

قريب من قلبى

ويحتل خير مكان

ولمثله تبث الأشجان

صديقى خليل الإنس

دون الجان

لا يحفل بالعميان

وتعشقه العينان

يكره الآذان بغير تلاوة

وبه بدأ الرحمن

من بعد النون فى القرآن

صديقى ألمانى الجنسية

يعدل عشرة

ويزيد اثنان

وحين أنام

أطلب منه الكتمان

أغلق فمه بأمان

وأودعه جيوب القمصان

وحين ينام

يموت بفقد الأسنان

 

كيف أنى بالأقدام أداس

أنا لو قمت لخنقت الأنفاس

ولأطفئت عيون أناس

وكان الجميع فى أمرى محتاس

وإذا تسللت إلى البيوت كالوسواس

طاردنى الناس بكل حماس

وبلا إحساس

بالرغم من أنى أنا الأساس

وأعدادى بمئات الملايين

وشبيهى يعشقه الناس

يسمونه الذهب

ورغم هذا

على مثلى يقف الحراس

أنا حبة رمل

وبالأقدام أداس

 

نائم فى البيت

استقيظ أحمد يوماً

من قبلى فعنه سهيت

وعاد لصاحبة السوء

ولكم عانيت لهذا ما عانيت

ولزوجتى قد عاديت

كان صاحبه نائم فى البيت

ويستيقظ كلما طهيت وشويت

أما ابنى فعنه داريت

وهالنى يومًا ما رأيت

كانا يتشاجران

فصحت بأعلى صوتى وناديت

وعلى فعله جازيت

ولحمد ربى صليت

أن أبعد عن ابنى

عود الكبريت

 

أصول الأناقة

بعد الحلاقة

تأتيك وكلها إشراقة

برداء أبيض جميل

وإن أعرضت عنها فتلك حماقة

هى ساحرة

ولو كان بك إعاقة

وهى للخير سباقة

وحين تهمس فى أذنيك

تنشب خناقة

وتصبح بعدها آخر لباقة

تلك أصول الأناقة

والشياكة

أو ما تعرفها بعد؟

إنها للأذن سلاكة

 

صغيرتى عارية الأبدان

صغيرتى بيضاء ..

كأن لها رأسان ..

حادة الطباع ..

وتشبه الأقلام ..

إذا لم أجدها ..

أصابنى الجنان ..

وأبحث عنها فى كل مكان ..

لتتناقلها اليدان ..

تلعب مرة ..

وليس اثنان ..

لها ساق واحدة ..

تتكسر ..

فهى ضعيفة البنيان ..

ورغم استقامتها ..

عارية الأبدان ..

تهوى ضيق المكان ..

تحب الحَفْر ..

فيهرب ما يُستهان ..

وأُخرِج له اللسان ..

صغيرتى ..

سلاكة أسنان ..

 

عليه يجتمع الناس

جَلَسَتْ معه فى الباص

وهو مكتوم الأنفاس

ورغم سمع وبصر الناس

أماطت عنه اللثام

وقبلته بكل حماس

وخافت لو وصلت

أن يراه قريب الناس

فانهالت عليه جائعة الإحساس

فقيدنا اختفى

كالوسواس

ولم يعد بين الناس

قد ضحى بنفسه

وذاك النوع يعشقه الناس

قد أصاب أنوفهم

وضغط على وتر حساس

يشبعهم من جوع

ويُشرب بعده أناناس

فقيدنا كان من الكبدة

وعليه يجتمع الناس

 

عدوّى الآن

عدوى جبان ..

كأن له قرنان ..

يحب الماء ..

وليس عنده دماء ..

ويهوى الطيران ..

يكره النور ..

ويعشق الظلام ..

يتسلل خلسة إلى الطعام ..

أهديه العطر ..

فينتشى حتى ينام ..

أبارزه بالعصا ..

فيهرب إلى أى مكان ..

تلك صفاته زمان ..

والآن ..

لم يعد عدوّى جبان ..

يعادينى فى النور وفى الظلام ..

أزيدُ له العطر ..

فيقولُ (كمان) ..

يرمقنى بنظرات ..

ليس فيها احترام ..

ويخيفنى ..

حين يقلع للطيران ..

عدوى ..

صرصور فى الحمام ..

 

رفيقى ذو الوجهين

رفيقى له وجهان

أذن واحدة

ومن زمرة العميان

له أسنان

وأخدودان

وبعض الجروح

مختلفة الأحجام

طبع على جبينه

Mad in Egypt

و open الآن

يدلف بجوار الحيطان

ويلبس حلق

ويشاركه مفتاحان

 

أنا .. واللصوص

فرق بينى

وبين اللصوص

أفوقهم وفنى

أفضل من المقصوص

إذا ما أردتُ رسمًا

تقرأه منصوص

وإذا رأيت رسمى

فاعلم أنى

ما أردت إلا النصوص

هل ترى هذا القلم؟

إنه عِلمٌ مرصوص

عربيه أعجمى

أراه غير منقوص

وأعجميه عربى

قد خفى على الرائين

مختزل ومطموس

قد أعيا الرقباء

"برشام" لن أعود لمثله

إلى الوراء منحوس

وثقتى فى قدراتى

شئ محسوس